القائمة الرئيسية

الصفحات

  


 أتـاكـــم شهر الـجـهـاد.. ســيـــد شــهــور العام

✒️عقيد. عبدالباسط البحر

لصحيفة الحراس الصادرة عن التوجيه المعنوي للشرطة العسكرية تعز 



هلَّ علينا هلال رمضان ودخل علينا شهر الفضل والإحسان شهر الجود والجهاد والعتق والغفران والأمن والأمان..


شهر الخير والبركات شهر الأجور والحسنات والرحمات شهر المنن والدعوات..


رمضان سيد الشهور، ولياليه هي خير الليالي وساعاته أفضل الساعات عند الله والعمل الصالح فيه أحب إلى الله..


رمضان في تاريخنا العسكري الاسلامي شهر جهاد ومرابطة وصبر ومصابرة وشهر الفتوحات والانتصارات والتي كانت فرقان في التاريخ البشري كله الى يوم الحساب.. 


لقد اختار الله رمضان من بين شهور العام وميزه عن سائر الشهور والايام، ويكفيه شرفاً وعظمة وفخراً أن الله سبحانه وتعالى كتب فيه للمسلمين أعظم الفتوحات وللعرب في العصر الحديث اعظم الانتصارات على الكيان الصهيوني اللقيط عندما عبر ابطال الجيش العربي المصري خط برليف ولذا سمي ( رمضان العبور ).. وإنا لنرجو الله تعالى ان يتم لنا نعمه ويزيل عنا نقمه ويكتب لنا النصر على المليشيا الحوثية المدعومة من ايران في رمضان.. 


وفي رمضان يكون الصيام الذي هو الركن الرابع من أركان الإسلام العظام.. ويكون فيه القيام وتلاوة القرآن؛ لكن مما ينبغي أن يحرص عليه المسلم في رمضان هو تنويع العبادات والإكثار من تعدد الطاعات.. فلا يترك المسلم طاعة في رمضان يقدر عليها إلا عملها، وأعظمها وأشرفها وذروة سنام الاسلام الجهاد والرباط والحراسة في سبيل الله، فعينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله.. او كما قال عليه الصلاة والسلام.

 وإذا فتح للمسلم بعد ذلك باب الصدقة تصدق وإذا فتح له باب الاعتكاف اعتكف وإذا وجد فرصة لزيارة جريح او مريض زاره او لحضور جنازة حضر أو تفقد اسرة شهيد تفقد وإذا رأى المنكر نهى عنه وغيّر، وإذا نودي للصلاة سارع وقام وإذا حانت أوقات استجابة الدعاء رفع يديه إلى الله ومد أكف الضراعة إليه فإن للصائم دعوة لا ترد كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم وكما قال الله: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].


إن بعض الناس وللأسف الشديد يزداد شره في رمضان ويكثر عصيانه وفجوره في رمضان ويحل محل الشياطين التي تصفد وتقيد؛ فنهاره نوم وخمول وليله سهر وتخزين وتفريط وضياع ولهو ومعاكسات.. ونهب وسلب واعتداء على المساكن والسكان وعلى ممتلكات المواطنين او على حقوق الافراد والمستحقات أو تملص من اداء الخدمة و الواجب او تنفيذ الأوامر الحقة..


وها نحن نعيش اجواء رمضان شهر التوبة والغفران، فلنسارع للتوبة والاقلاع والاستغفار؛ قادة وافرادا ومسؤولين ومواطنين صالحين.. (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

نتوب من الذنوب التي تنزل النقم وتزيل النعم، ومن الذنوب التي تأخر النصر وتحبس الدعاء وتزيد البلاء وتقطع الرجاء ومن الذنوب جميعا..

فالتائب ينال محبة الله له، كما قال الله: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) [البقرة:222].. والتائب إذا أحدثَ لكل ذنبٍ توبةً يبدل الله سيئاته حسنات، وهفواته درجات، كما قال الله: ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) [الفرقان:70]...


فالعاقل المؤمن هو من إذا أحدث ذنباّ سارع بالتوبة والإنابة وعمل الصالحات المكفرة، وهذا حريٌ أن يكون من المتقين الموعودين بجنة عرضها الأرض والسموات؛ كما قال الله: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران:135]...

فاللهم تب علينا واغفر ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا واجعلنا من المجاهدين الأخيار..

اللهم آمنا في اوطاننا واصلح قادتنا ومسؤولينا واجعلنا واياهم من المتقين المنيبين المستغفرين بالاسحار...

تعليقات